استضاف مركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر بالجزائر العاصمة، اليوم الاثنين، الموروث الثقافي اللامادي وتقاليد منطقة وادي ميزاب (غرداية) من خلال برنامج ثري ضم معارض للصناعات الحرفية التقليدية ونشاطات فنية تعكس أصالة وتنوع تراث المنطقة العريقة وذلك في إطار الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يناير 12 يناير.
وتميزت التظاهرة التي تدخل في إطار الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، المنظمة بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية غرداية، بتنظيم معارض تخص المنسوجات التقليدية على غرار الزربية بألوانها الزاهية واللباس التقليدي المحلي كالملحفة والسروال الميزابي وأيضا الفخار والأواني الطينية والخشبية وكذا بعض المأكولات التقليدية التي تشتهر بها المنطقة كما لم يخلو المعرض من الحلي التقليدية إلى جانب تخصيص معرض تشكيلي للفنان سراج بوحفص الذي برع في تصميم أهم عناصر الثقافة والموروث المحلي بكل ثراءه الجمالي والتقني وبلمسة حديثة.
وفي هذا الإطار، أشارت ملحق حفظ التراث بمديرية الثقافة لولاية غرداية، زينب سكوتي، أن “الموروث الثقافي لولاية غرداية ينزل ضيف شرف على هذه التظاهرة المرتبطة بإحياء السنة الأمازيغية الجديدة التي يرتبط إحيائها بالسنة الفلاحية وذلك بهدف التعريف بالموروث العريق لمنطقة ميزاب والترويج له والمساهمة في المحافظة عليه”.
وأضافت السيدة سكوتي، بأن المناسبة شكلت فرصة للجمعية الثقافية “تست ن إغلان” لعرض مختلف المنتوجات الحرفية اليدوية التي أبدع فيها حرفيو المنطقة كما تعرض أيضا بعض الأطباق التقليدية التي تحضر خصيصا للاحتفال بالسنة الأمازيغية التي يتم إحياؤها من خلال سهرات فولكلورية وتبادل الزيارات وغيرها من الطقوس.
من جهة أخرى، خصصت مديرية الثقافة لولاية غرداية معرض صور يبرز عناصر التراث المادي واللامادي الذي تزخر به المنطقة يخص حرف دباغة الجلود، السلالة، الفخار، النحاس وغيرها من العناصر التي تترجم الهوية الوطنية إلى جانب عرض صور ودعامات تعريفية لديوان وادي ميزاب للتعريف بسهل ميزاب الذي صنف تراثا عالميا من قبل منظمة اليونسكو في 1982 كما تعرض صور لقصور المنطقة والتي تعد جواهر معمارية و ثقافية تعود إلى عشرة قرون. بدورها، أشارت مديرة مركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر،فايزة رياش، أن “التظاهرة التي تنظم بمناسبة إحياء السنة الأمازيغية تحت شعار تستضيف ولاية غرداية لعرض ثراء موروثها الثقافي اللامادي تعكس كيفية الاحتفاء بقدوم السنة الأمازيغية الجديدة وذلك إلى جانب مشاركة جمعيات من منطقة شنوة (تيبازة) و الجزائر العاصمة التي قدمت أيضا معارض حرفية فضلا على عرض غنائي في طابع “الداينان”.وأضافت ذات المتحدثة، أن مركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر وفي ذات المناسبة، سينظم غدا الثلاثاء يوما دراسيا حول “تطور التعمير البشري في شمال إفريقيا” إلى جانب مداخلة حول خصوصيات “الإحتفال بيناير بمنطقة توات”، كما سيحتضن المركز معرضا للمنتوجات التقليدية بمشاركة 14 حرفيا فضلا على قعدات تراثية لمختلف مناطق الوطن بكل ثرائها وتنوعها من 11 يناير إلى غاية 15 يناير الجاري.